عندما يصبح الصمت عنواني
عندماَ سألتني .. لماذا ضاعت كلماتي
ولماذا أصبحتُ ساهمة ً
ولماذا تغيرت
وأصبحَ الصمتُ من عاداتي
أيقظني سؤالكَ سيدي
وجاءني كوخز ٍ
في جنبات ذاكرتي
أحسست بألم يحرك ركام الأسئلة الحائرة
سألتُ نفسي ما الذي دهاك ِ ؟
ثم ضعتُ في أمواج ِ صمتي
***
سأجيبكَ سيدي
سأكونُ صادقة ً معك
بعين ِ المحب أريدك أن تراني
أنا امرأة ٌ تأسرني البسمة
تدثرني الهمسة
وتراقصُ الكلماتُ وجداني
فلا تقسو عليّ بأحكامك
و تصورني كما لو أنني الجانية
عندما اشعر بالغربة
وأن الزمان ليس زماني
والمكان ليس مكاني
تتشقق روحي
وانسلخ من أحاسيسي
وأصبح كجملة حيرى
تتأرجح ما بين قلمي ولساني
فتتمرد الحروفُ
وتتحجر الأفكار
وأعلن الصمت واتوه
وارحل بعيداً بعيدا
على قارب تعب ٍ بلا شراع
يسافر وحيداً بلا وداع
في بحر ٍ يخاصم كل المرافئ
***
أين أنت الآن مني
يا من سحرتني
أين أنت ؟؟..
لماذا عقدتَ لساني
وسحبت مني بساط العفوية
لماذا جعلتني كجندي مهزوم
في معركة وهمية
يلوذ إليك بلا سلاح
ويعترف بأسراره الحربية
كنت أحب أن ألقاك تحت الشمس
وكنتَ تفضل لقائي
في دهاليز الخوفِ السرية
***
أيها الرجلُ العابرُ في عالمي
يا من اقتلعتني من جذوري
كعاصفةٍ هوجاء
وجعلت أحلامي تتساقط منتحرة
كأوراق خريف على عتبات الريح
كنتُ أغيرُ في مواعيدي لألقاك
وكنتَ تفضل أن تلقاني فجأة
على قارعةِ الصدفة
أو تحت غيمةٍ جبلية
***
لماذا أنا الآن صامتة؟؟..
لماذا؟
عندما! تجلدني بسياط الكلماتِ
أصمت
وعندما تمطرني باللاءات
أصمت
وعندما تلجمني بالمحظورات
أصمت
عندما تتكلم سيدي
سأستمعُ إليك
و سأقاطع كلَ لغاتِ الدنيا
وسأنسى كل الأبجديات
وأتدثر بصمتي
وأكتفي بالنظراتِ
***
(سطور أعجبتني لرقتها فنقلتها لكم)